خذنى الى احضانك

يا سيدي



تخيلت أن قلبي كالمرجان إن يفديك



تخيلت أن ينزف لأجلك لآلئ تحليك



وأن ينسج من شرايينه ثوباً يدفيك



وأنه العين الراصدة التي خُلِقَت لتحميك



ولكني لم أتخيل حينما تلفه بيديك



أن يلقى قاع البحر في كفيك




يا سيدي


تصورت أن مشاعري نبتة تسقيها فتسقيك


تحيا بوجدك فترخي الستائر على مآقيك


وتزيد اخضراراً كلما لمع الحزن في ناظريك


فالحزن حتى الحزن رائع فيك


ولكني لم أتصور حينما تضمها إليك


أن تذوب كالشمعة من وهج الحرائق فيك


وأن تجد مأوى لحلمها الدافي على راحتيك





يا سيدي


أعلم أني أنسى يدي إن هامت بين يديك


وأني أضيع إن أرى السحر على وجنتيك


وأن المعاني تعجز أمام نظرة من عينيك


ولكني لم أعلم أنه إن تشدني إليك


أتلاشى وتضيع روحي بين ذراعيك


عندها علمت يا سيدي بأني وُجِدْتُ منك إليك


وبأن الزمن يتوقف عند الصمت الثائر في مقلتيك


وأن الدنيا تزهو إن غفت مرة على كتفيك


وأن نَفَس الحياة ينبع من رئتيك


وأن الروح تثمل إن ذاقت درعة من شفتيك





يا سيدي


لم أكن أعلم إن شربت الخمر من رضابك أني سأسكر


وأني سأدمن من جرعة وأطلب المزيد المزيد فأكثر


وأني لن أصحو من سكرتي بعد ساعة ولا يوم ولا حتى أكثر





يا سيدي


لا تلومني إن أفرطت بهذه الصراحة


فما كتبت أنا بل روحي كانت البوّاحة


حطمت كل القيود والسلاسل بلحظة ذبّاحة


ولم تكترث لعقلي عندما نادى بنبرة فضّاحة


لا تخرجي من وكرك يا روحي الصدّاحة


كي لا تصبح العبارات عندي مباحة





يا سيدي


لا تلمني يا سيدي إن سرقت بعض أنفاسك


إن تغلغلت بهدوء بين أحشائك


إن ارتميت كالوردة بين أحضانك


إن لامس قلبي قلبك وسمعت همس خفقانك


إن غفى وجهي على صدرك وذاق طعم حنانك


إن داعبت يدي نور الشيب في شعرك الحالك


إن تسربت روحي لترتوي من بين أوصالك





ياسيدي


قد لا أكون بحجم أحلامك


وقد لا أكون بمستوى أوصافك


ولكن ......


يكفيني أن أكون مصدر إلهامك


وحالة خاصة تداعب هيامك


وريشة خفيفة ترسم أحلامك


ولوحة فنية لن تتكرر حتى في خيالك


يكفيني أن أكون سطراً من أشعارك


وحلماً جميلاً في تاريخ ذكرياتك


وبسمة أطلت من بين أحزانك


إن جاء ذكرها طابت كل أوجاعك


يكفيني أن أكون صدى لروحك ...... على طول أيامك